Publications /
Policy Brief
شـكلت التجـارة العابـرة للصحـراء إلـى عهـد قريـب، فرصـة للمغـرب ولإفريقيـا جنـوب الصحـراء ليكتشـف كل طـرف ثقافـة وحضـارة الآخـر. حظـي هـذا التواصـل المبكـر باهتمـام دراسـات كثيـرة، داخـل القـارة الإفريقيـة وخارجهـا؛ تجمعهـا خاصيـة فـي حاجـة إلـى إعـادة النظـر، تتجلـى فـي اختـزال هـذه الدراسـات للمؤثـرات الحضاريـة المغربيـة فيمـا وراء الصحـراء عبـر ترسـيخ البعـد العربـي، بمـا فـي ذلـك اللغـة العربيـة والديـن الإسلامـي والمذهـب المالكـي وقـراءة القـرآن الكريـم بروايـة ورش؛ مقابــل ذلــك تــم إغفــال مؤثــرات حضاريــة أخــرى لا تقــل أهميــة، يعــد تثمينهــا ودراســتها طريقــا أمثــل للتقــارب والتعايـش السـلمي بيـن الشـعوب. تنـدرج ضمـن هـذه القضايـا التـي لـم تنـل بعـد مـا تسـتحق مـن الاهتمـام الخبـرات التـي نقلهـا المغاربـة إلـى بلاد السـودان، والمتعلقـة بالفلاحـة والمعمـار والحـرف وعـادات الأكل والشـرب واللبـاس والحلـي والتـي تصنـف، بدورهـا، ضمـن وسـائل التقـارب والتفاهـم والحـوار بيـن الثقافـات