Publications /
Opinion

Back
انتصار ترامب على الديموقراطيين، و مصفوفة الدولة المقاولة في الفلسفة الترامبية الجديدة
November 28, 2024

إذا تبنينا نهج التحليل الديمقراطي لتفسير أسباب الهزيمة ودرسنا أسباب صعود ترامب مقابل تراجع الديمقراطيين، نجد أن السردية المطروحة غالبًا ما تفترض أن  الرأي العام يجب أن يتبنى تلقائيًا الخيار الديمقراطي ، وأن أي انحراف عن ذلك يعكس وجود خلل ما . غير أن هذا التحليل ، يكشف  أن الخلل الأول يكمن في  طبيعة الحزب الديمقراطي الأمريكي نفسه، الذي انزلق نحو النمطية المطلقة وفقد بذلك الكثير من جاذبيته وصورته التي كانت تسوقه كحزب "تقدمي" أو "مستنير".

إلى جانب ذلك، ساهم الحزب الديمقراطي في إضعاف مواقعه عندما أظهر مواقف مترددة في إدارة العديد من الأزمات العالمية. كما أخفق في الحفاظ على تماسك قاعدته الشعبية التقليدية، مما دفع شرائح كبيرة من ناخبيه إلى الشعور بالاستياء. إضافة إلى ذلك، تجاهل الحزب، الذي أسسه قادة مثل فرانكلين دي روزفلت وليندون جونسون ليكون ممثلًا للطبقة العاملة البيضاء، هذه الفئة الأساسية في استراتيجياته. ورغم نجاحه في بناء تحالفات مع مجموعات عرقية مهمشة شكلت لاحقًا قوة انتخابية مؤثرة، فإن هذا التحول ورغم أهميته، لم يكن كافيًا لتعويض التراجع في قاعدته الانتخابية التقليدية، ما جعل أزمته أكثر تعقيدًا وساهم في إضعاف موقعه السياسي بشكل عام.

يواجه الحزب الديمقراطي الأمريكي تحديات جوهرية تتعلق بطبيعته وهويته السياسية. ، فقد دخل الحزب في حالة من النمطية المطلقة، فاقدًا تميزه الذي كان يُعرف به كحزب "تقدمي" أو "مستنير".. تجلى هذا الخلل في ضعف مواقفه في التعامل وإدارة العديد من الأزمات العالمية، إضافة إلى تذبذب سياساته تجاه قاعدته الشعبية التقليدية، ما أدى إلى تنامي مشاعر الاستياء الواسع بين قاعدته الانتخابية. . الحزب الذي أسس له قادة مثل فرانكلين دي روزفلت وليندون بي جونسون، ارتكز تاريخيًا على دعم الطبقة العاملة البيضاء. لكنه في أدائه أهمل هذه الطبقة تدريجيًا، رغم نجاحه في استقطاب مجموعات عرقية مهمشة لتشكل قوة انتخابية جديدة ووازنة، و هو الأمر الذي أعطى توسعا استراتيجيا للحزب، لكن في نفس الآن عمق التناقضات  بين الفلسفة السياسية التأسيسية و التعديلات التي املتها الاستحقاقات الانتخابية .

من جانبه، يبدو أن دونالد ترامب أدرك هذه التعقيدات التي توسعت لتشمل الطبقات الوسطى من المجتمع الأمريكي. الطبقتان الدنيا والوسطى تعيشان اليوم تراجعًا في مكانتيهما الاقتصادية والاجتماعية. ومع فقدان الثقة في المستقبل المبني على القيم الامريكية التي تعتبر أن العمل ضمانة للعيش الكريم.

أدرك ترامب بوضوح أهمية الطبقات الدنيا والوسطى من البيض كقوة قادرة على إعادته إلى البيت الأبيض. في المقابل، أهمل الديمقراطيون هذه الشريحة التي كانت تقليديًا تمثل قاعدة انتخابية رئيسية. بخلاف السردية التي روج لها الإعلام الموالي للديمقراطيين، والذي زعم أن السود واللاتينيين والنساء كانوا يميلون لدعم كامالا هاريس ضد ترامب، أظهرت الإحصائيات عكس ذلك. فقد صوت أكثر من 20% من ذوي الأصول الإسبانية لصالح ترامب، وهو ما أفسد خطة الديموقراطيين وأدى إلى خلق حالة من الذعر غير المسبوق لدى الديمقراطيين إزاء عودة ترامب..  إذ ما حدث هو أن أكثر من 20% من ذوي الأصول الإسبانية صوتوا لصالح ترامب. وهو ذعر يمكن وصفه بأنه مرضي، ناتج عن حالة احتقان معرفي بسبب تضارب واضح في مصفوفتين لدى الرأي العام: المصفوفة الأولى تتبنى فكرة أن "ترامب لا يصلح رئيسًا"، أما المصفوفة الثانية فتتناقض مع الأولى، حيث تمثل واقع أن "ترامب أصبح رئيسًا"، فالأمر في رأيي يتعلق بحالة تنافر معرفي Cognitive Dissonance و التي تعني إجمالا في التعريفات المقتضبة حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي أو عدم الراحة التي تنشأ عندما يحمل الفرد معتقدات أو أفكارًا أو قيم متناقضة في نفس الوقت ، أو يقوم بسلوك يتعارض مع معتقداته وأفكاره وقيمه، أو يواجَه بمعلومات جديدة تتعارض مع المعتقدات والأفكار والقيم التي يؤمن بها.

لعب الإعلام الأمريكي دورًا محوريًا في تشكيل وتدبير الرأي العام الأمريكي ثم الدولي من خلال خلق حالة الالتباس و التردد و التوتر، ثم استتباعها بأليات الدعم النفسي و العاطفي (من خلال  ترويج صورة سلبية  عن ترامب)، وصولا إلى تقديم وصفة النبذ و الرفض للمرشح ترامب. عملية تدبير دعائية-نفسية هائلة. لم نعش مثلها إلا في لحظات حاسمة في تاريخنا الحديث. وعلى الأقل على سعينا الإقليمي خلال فترة ما يسمى بالنكبة العربية، ثم خلال التدبير الإعلامي لحرب الخليج الثانية، خلال اجتياح قوات صدام للكويت، ثم خلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تلتها حالة الغليان التي رافقت ما يسمى بالربيع العربي، ثم خلال الأحداث الجارية بالأراضي المحتلة الفلسطينية ثم لبنان ، و في أوروبا، أيضا خلال اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ثم بالولايات المتحدة على موعدين، خلال حملة الانتخابات الأمريكية عام 2020، ثم هذا العام 2024. وتبقى الأزمة الصحية كوفيد-19 في صدارة لحظات عدم اليقين، والتدبير الملتبس للوقائع، المصحوبين بحالة استعصاء التنبؤ، سيل المعلومة وتضاربها، و انتفاء الربط السببي بين الوقائع وأسبابها، و لاعقلانية التداعيات. وهي كلها عمليات عقلية- ذهنية لها آثارها على الوجدان وعلى السلوك.

بخصوص استعمالات الإعلام، نجد أن هذا الاخير قام بتزييف الحقائق أحيانا، إخفائها  أحيان أخرى، أو تعزيزها باللبس. لكن ترامب المتمرس في تدبير آليات الاستهلاك والمستهلك داخل عالم الأعمال، استغل كل ذلك من خلال تركيزه على آلية هدم المتقابلات:

فحين تحركت الآلة الإعلامية الموالية للديمقراطيين لتقديم السيدة هاريس كممثلة لمقاربة النوع وللمرأة، وكذلك لمقاربة العرق. نهج ترامب مقاربة مغايرة، حيث شكك في الانتماء المعرفي-والسلوكي لهاريس لشريحة أو لطبقة النساء. إذ ركز ترامب على نزع الأنوثة عن هاريس، مقدماً إياها و كآلة سياسية بلباس نسائي أو عرقي، أي صورة ما يشبه في التحليل النفسي، بالأم الفاقدة لأمومتها، غير القادرة على منح الطفل دور الأمومة، لتجاوزها عتبة الموضوع المانح لوظيفة الحب ( الأم)،  و دخولها في وضيفة الموضوع المانح للأمان ( الأب), مما يؤدي إلى نبذ الرضيع للأم، و دخوله في حالات اكتئابية.

أما الألية الثانية فتمثلت في تقديمه لهاريس كشبه مرشحة، باعتبارها دخلت على الخط ليس لأهليتها السياسية،  بل لتدهور دور و صورة بايدن كمرشح غير مقنع.

أما الجانب الثالث، فهو نجاح ترامب في تحويل الهجوم عليه من طرف الآلة الإعلامية الديموقراطية إلى مظلومية من دكتاتورية المؤسسة التقليدية، وأنماط التدبير التقليدي (against the establishment)  . وفي المقابل ، تحرك ترامب للخروج إلى الإعلام  كما فعل خلال حملته الانتخابية الأولى في عام 2016، دون الالتزام ببرتوكولات في الأداء اللغوي أو في تدبير لغة الجسد، و هو ما أعطى انطباعا لدى الأمريكيين من الطبقات الدنيا و الوسطى، بأنه يشبههم ، "يصرخ مثلهم، و يتكلم مثلهم، و يغضب مثلهم، و يخطئ مثلهم، و قد  كان مهددا بدخول السجن مثل كثيرين منهم".

أما الأمر الرابع، فقد منح انطباعًا بأنه لا يهتم إلا بالأساسيات في حياة الناس، مثل الصحة والتعليم والأمن، باعتبارها أولويات تتقاطع مع شعاره "إعادة المجد لأمريكا".

حتى بالنسبة لملف الهجرة، تعامل ترامب مع الموضوع بذكاء، حيث لم يطالب بطرد المهاجرين، بل ركز على الهجرة غير الشرعية، مدركًا أنها قوة غير انتخابية على الأقل."

وعموما، لم يكن ترامب متفرجا امام إعلام الصحافة الكبرى دون أن يتحرك، فقد فضح بطريقته كيف أن إعلام المؤسسات الكبرى لم يكن منصف له حتى في التعريف به. فقد غيب الإعلام صورة ترامب الذي درس بالأكاديمية العسكرية في نيويورك، ثم بجامعة فوردهام، و بجامعة بنسلفانيا، علاوة على حصوله في مرحلة متأخرة على دكتوراه فخرية في إدارة الأعمال من جامعة "روبرت غوردون" البريطانية في عام 2010،  و التي قررت سحبها منه في منتصف الحملة الانتخابية بسبب تصريحاته التي وصفتها الجامعة بأنها»لا تتلاءم إطلاقاً مع أخلاقيات وقيم الجامعة « .

علاوة على ذلك، تم تغييب أن الرجل له أدبيات ومؤلفات يمكنها أن تمثل مرجعية في فهم نظرته للأشياء و للعالم، مثل كتابه" أمريكا المشلولةCrippled America" ، و " فن التدبيرThe "Art of the Deal  رفقة الكاتب توني شوارتز ، و " فن الاستمرار  Surviving at the Top"،  و " فن العودة  The Art of the Comeback " بتعاون مع الكاتبة كايت بونر ، ثم كتابه "  أمريكا التي نستحق   The America We Deserve "  بتشارك مع دايف شيفلر، و " كيف تصبح غنيا How to Get Rich" ، و " الطريق إلى القمة   The Way to the Top: The Best Business Advice I Ever Received "، و كتب أخرى كثيرة، كان آخرها و إن حمل طابعًا دعائيًا لبرنامجه الانتخابي كتاب "عظيم مرة أخرى: كيف يمكن إصلاح أعطاب أمريكا Great Again: How to Fix Our Crippled America ".

يتوقع كثيرون ان تؤدي عودة ترامب إلى الحكم إلى تعزيز ظاهرة سيطرة الاتجاهات القومية الشعبوية على مقاليد الحكم في العديد من الدول بمختلف القارات الخمس، مما قد يهدد متلازمة الليبرالية كقيمة مترابطة بالديموقراطية.  ولفهم هذه الدينامية، لابد من الإشارة إلى أنه بعد سقوط المنظومة الشيوعية، سقطت أيضا متلازمة الربط الميكانيكي بين الليبرالية المدعومة بالطبقات الميسورة، ضد الاشتراكية المدعومة بالطبقات العمالية والطبقات المتضررة من النظام الليبرالي. ذلك أن تدبير النظام الليبرالي لذاته، فشل في إعادة هيكلة نفسه ، وظل سجينا لها، ولم يعمل إلا على تجميل صورته ، و توسيع الهوة بين شريحة التكنوقراطيين الذين تفننوا في خلق أرستقراطية نخبوية تدير دوائر المال و الأعمال، و بين السياسيين   على اختلاف تلويناتهم، الذين يرهنون مصيرهم بمعدل ربح أصوات العامة، لتحقيق انتصاراتهم أو ضغوطاتهم على سطوة التكنوقراط. داخل هذا المخاض، تفوق أو نجح اليمين في كل دول العالم في التقاط شعارات الشعبوية القومية، كآلية لتدبير الشعوب، و لكن أيضا من أجل إنقاد النظام الرأسمالي الليبرالي من الانهيار.

لكن إذا كانت الشعبوية قد نجحت في كسب قلوب الناس من خلال تحريك الدافعية الغريزية للحياة لدى البسطاء من الشرائح الواسعة، فهل ستتوفق في تدبير نظام العمل و الإنتاج داخل النظام الرأسمالي؟

في مرحلة أولية، وهو ما بدأت ملامحه تظهر  منذ حوالي عشر سنوات، يبدو أن قيادات التيارات الشعبوية في العالم بدأت تميل إلى تدبير أزمة النظام الرأسمالي  عبر البحث عن حلول مرتبطة بمقولة " الخارج". ولذا كانت ملفات الإرهاب القادم من الخارج، والهجرة التي تُعتبر تهديدًا لقيم الداخل ولسوق العمل القومي، هي العناوين الكبرى لحملات كل مرشحي التيارات اليمينية المحافظة حول العالم.

إلا أن الجديد في عودة ترامب إلى قمة صنع القرار الأمريكي يتجلى في دفاعه عن نمط جديد من الدولة، والتي قد نسميها ب " الدولة المقاولة" L’État-Entreprise.  هذه الدولة المقاولة تسعى للتخلي  عن مفهومي التضامن الإقليمي والعالمي من أجل حماية الانسجام والتوازن داخل التكتلات الإقليمية والعالمية. وربما كان استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمبرر كلفة الاتحاد على ميزانية بريطانيا وعلى سوقها المالية أحد مظاهر التحول، وتظهر مقومات هذا المفهوم الجديد مع ترامب الذي يرفع شعار إعادة الاعتبار لأمريكا في العالم، لكن من منظور التدبير المقاولاتي للعلاقات الدولية. هنايختفي مفهوم التضامن بين الأحلاف، ويقوم مقامه مفهوم بيع الخدمة للحلفاء.

فترامب يمثل هذا الجيل الجديد من تطور الدولة، حيث يسعى من خلالها أن يفرض نموذجا جديدا للعلاقات الدولية، يقوم على تحميل الحلفاء تكلفة خدمات الوجود الأمريكي في مناطقهم. فعلى سبيل المثال، يطالب دول الخليج بدفع مقابل مادي لخدمات الوجود الأمريكي في المنطقة، كما يطالب اليابان وكوريا الجنوبية بتحمل تكلفة حماية بلدانهم. أما الأوروبيون، فيواجهون تحديات هذا المفهوم الجديد للتحالفات، خاصة في ما يتعلق بحلف الناتو، الذي بات على المحك. علاوة على ذلك، يظهر توجه ترامب بوضوح في إعادة النظر في العديد من الاتفاقيات التجارية الموقعة من طرف الولايات المتحدة، حيث يسعى إلى إعادة جدولتها على أساس منطق الربح والخسارة ، وفق المفهوم المقاولاتي البحت.

RELATED CONTENT

  • September 5, 2024
    Les élections présidentielles américaines de 2024 se déroulent dans un contexte de polarisation politique marquée, qui reflète les divisions idéologiques et sociales au sein de la société américaine. Ce phénomène résulte de diverses dynamiques structurelles, telles que le ‘’gerrymandering’’, l'évolution des médias, l'essor des réseaux sociaux, et un système de financement des campagnes électorales dominé par de grands donateurs. Ces facteurs ont contribué à redéfinir le paysage poli ...
  • Authors
    September 5, 2024
    In November, U.S. voters will decide who will take control of the White House, the Senate, and the House of Representatives. Kamala Harris, Donald Trump, and their political parties differ significantly on key economic policy proposals that will heavily impact the economy of the country and, therefore, the world. Here, we examine examples in the fields of trade, tax, energy, and immigration. On trade, although the Democrat administration of President Joe Biden has not been a bastio ...
  • Authors
    Nizar Messari
    June 4, 2024
    On June 2, 2024, Mexico held the biggest election in its history. Over 97 million eligible voters elected 20,375 federal officers, including the president, all 500 members of the Chamber of Deputies (the lower legislative chamber), and the 128 members of the Senate (the higher legislative chamber). Moreover, for the first time in Mexico’s history, the top candidates were two women, meaning that from December, Mexico will be governed by a woman for the first time. This paper sets out ...
  • Authors
    April 6, 2022
    The insurrection of 6 January 2021, when supporters of then President Donald Trump stormed the US Congress in Washington DC, “is widely viewed as a seminal moment in the history of US democracy,” noted the British The Guardian (January 9, 2022). “Never before had the modern nation witnessed such an organized, violent attempt to overthrow the elected government. Never before, not even at the height of the Civil War, had the Confederated flag flown over the halls of Congress.” This w ...
  • Authors
    November 22, 2021
    Richard Blumenthal, the US Democratic Senator from Connecticut, was shaken by the testimonies of top officials of the Department of Justice during the August 2021 Congressional hearings. The Officials recounted how the former President, Donald Trump, through phone and in private meetings, pressured them to falsify the results of the November 2020 Presidential: "say that the election was corrupt and leave the rest to the congressmen and me". (”Mother Jones”, July 30, 2021) Blumenthal ...
  • May 17, 2021
    Joe Biden’s victory in the U.S. elections was widely anticipated, and much of what has happened since he took office on January 21 has conformed to his election promise. The progress he helped steer in vaccinations and repairing the pandemic’s economic damage is especially impressive. However, the first 100 days of his term have also seen major unexpected developments. Three of these surprises have both major implications for the U.S. economic outlook, and global repercussions. The ...
  • Authors
    December 22, 2020
    “When I got home late that night, the house was dark and Michelle was already asleep. After taking a shower and going through a stack of mail, I slipped under the covers and began drifting off. In that luminal space between wakefulness and sleep, I imagined myself stepping toward a portal of some sort, a bright and cold and airless place, uninhabited and severed from the world. And behind me, out of the darkness, I heard a voice, sharp and clear, as if someone were right next to me, ...
  • Authors
    Yahya Drissi-Daoudi
    December 16, 2020
    During the last few weeks, the United States has seen unfold one of its most contentious elections to date, which also registered a record turnout. While the results trickled in after November 3, each camp reassured its base regarding its confidence in a win, President Trump going as far as calling the election in his favor on Twitter. The following weekend, news outlets began calling the Presidency in favor of former Vice President Joseph R. Biden, who served under President Obama ...
  • Authors
    November 27, 2020
    As President elect Biden prepares for the enormous responsibility of becoming President of the United States (US), there is one question I want to ask him, writes Stephen Young, Washington Representative and Senior Analyst of the ”Union of Concerned Scientists” on November 7th, 2020: “Sir ,are you a fan of nuclear arms race? Because you are being handed one, a burgeoning nuclear and technology arms race waged by Russia, China and the United States.” Two weeks after Joe Biden will be ...