الجبهة الداخلية الإسرائيلية في زمن الحرب: وحدةٌٌ معلنة وتصدُُّعاتٌٌ مكشوفةٌٌ

الحرب بطبيعتها ليست عملية حسابية. فمن حيث الاستراتيجية العسكرية، لا تعتبر عملية الجمع دائما إضافة، ولا عملية الطرح تنقيصا. فعملية الضرب لا ُتضخِّم كما أن القسمة لا ُتقلل. وإذا كانت الوسائل هي بالتأكيد ميزة في الحرب، فإن نتيجة الصراعات (النصر أو الهزيمة) لا تعتمد فقط على هذه الوسائل، ذلك ان الحرب تكشف عن صمود المجتمع وليس عن قوة الجيش فقط. فالحرب ُتظهر ارتباط القوة العسكرية بصلابة الجبهة الداخلية المرتبطة بدورها إلى حد كبير بالتماسك الاجتماعي. و ليس لهذا الأخير وحدة قياس، فهو ليس مسافًة،ولاوزنًا، ولاحجمًا، ولاحتى َكّمًا. إنه روٌح يمكن إدراكُ بعدها الجماهيري ولكن لا يمكن ضبطه

فإذا كان من السهل على جماعة أو مجتمع أو أمة أن تدعي التضامن والتماسك في أوقات السلام، فمن الصعب عليها التظاهر به في أوقات الحرب إذا لم يكن هذا التماسك فعليا وحقيقيا